يعد كتابه (المغني) من أهم المراجع الفقهية للمذهب الحنبلي ـ إن لم يكن أهمها على الإطلاق ـ والمغني ليس كتاب مذهبٍ فقط، وإنما هو موسوعة جامعة في الفقه المقارن. حشد فيه صاحبه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وتحرى مسايرة آراء الإمام أحمد بن حنبل فيما ذهب إليه من ترجيحات، لكنه كان يعرض آراء المذاهب الأخرى في موضوعية علمية منقطعة النظير. بدأ المغني بكتاب الطهارة، وختم بكتاب عتق أمهات الأولاد. والكتاب ذو قيمة علمية ضخمة، ولقد قسمه ابن قدامة إلى كتب، وأبواب، وفصول، ومسائل في عرض ممتع جذاب.
هذا الكتاب عبارة عن منظومة جمع فيها الناظم مفردات مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه عن باقي المذاهب الأخرى، وقد بلغ عدد أبياتها حوالي ألف بيت تقريبا، وهي بحق جديرة بأن تكون من الكتب المعتمدة في المذهب كما صرح بذلك المرداوي في مقدمة الإنصاف، وقد قام بشرحها البهوتي في كتاب «المنح الشافيات شرح منظومة المفردات».